Friday, October 26, 2012

بنوتة بترمح في القفص

كان في مرة بنوتة حلوة و صغيرة كتير
وكانت شعنونة
بتكره البيوت
وعاوزة تجري في الخلا طول الوقت
المهم البنوتة دي
كانت اوضتها فيها شباك
وكانت هي بالدور الارضي
وكانت كل يوم بالليل
بعد ما كله ينام
تنط من الشباك
وتنزل ترمح لحد ما توصل للبحر
وكانوا كل ما يقفشوها
يقعدوا يقولولها انت اصلا مش مننا
انت الغجر رموكي على باب بيتنا
وصعبتي علينا فدخلناكي
بس
فكانت البنت
عكس كل البنات اللي قدها
مش بتزعل خالص من الكلام ده
بالعكس
هي بس مش فاهمة
ليه اهلها اللي زيها سابوها في المكان الوحش
بس
فضلت تكبر
وكل ما تكبر
تعوز ترمح اكتر واكتر
وتجري بعيد اكتر
وما تقعدش بمكان واحد ابدا
بس كل مدى
الناس عمالة تشاور عليها اكتر
ويضحكوا بطريقة ظالمة اكتر
منهم كان بيعمل كده عشان يخليها تهدى وتكن
بس ده كان بيقوي رغبتها في انها ترمح اكتر
وجت عليها فترة كانت بترمح طول الوقت
ومحدش بيعرف يحصلها ابدا
ولو حد قرب
بترمي عليه تعويذة وتكسره
وبعدين شافوا الناس انه لازم يلاقولها حل
فحبسوها
ورموها بكل شي بوشها عشان عيونها تنكسر وتبص بالارض وما ترفعهمش للسما تاني
بس هي ابدا، حتى وهي عاملة مكسورة، حتى وهي محبوسة، حتى وهي بتبص ع الارض
جواها كانت بترمح وتلعب، تركب الموجة وتصرخ وبعدين تروح تطلع ع الجبل من فوق وتصلي
المهم
كانت عملالهم دوشة جامدة
مجرد وجودها كان بيفكرهم بمشاكل عندهم هم
وكانوا بيزودوا في اللي بيحدفوه عشان يفشوا غلهم
بس ماكنش بيجيب نتيجة
فقرروا انها لابد ترحل
فجم قالولها بصي
اجنا هنسيبك ترمحي
بس بشرط
هنحددك لك الاماكن اللي ممكن ترمحي فيها
وتيجي اخر الليل، تدخلي من نفسك جوا القفص
وقفلي على روحك الباب وترمي المفتاح بره
هي كانت زهقت
وكانت عاوزة تبعد
فوافقت
قالت بدل ما انا بارمح جوايا
اطلع ارمح بجد شوية واجي
احسن من مافيش
طبعا ده كان وهم
لانها بمجرد ما بتيجي تبدي تجري
بتلاقي روحها يا دوبك لازم تلف وتجري ناحية القفص
عشان هتتأخر
فاكتشفت انهم كسبوا كتير وهي خسرت كل شي
ماعدتش حتى قادرة ترمح جواها
يادوب تلحق تحاول ترمح برة شوية
وهم مرتاحين لعدم وجودها
فقررت انها ترجع القفص
وترمي المفتاح بعيد
وتقولهم انا موجودة
لو رافضين وجودي مشوني من غير شروط
المهم
قالت في بالها لا
انا لو قلتلهم هيعندوا
انا هابطل اطلع وخلاص
وفضلت قاعدة لهم في القفص
بس بقيت تزوم كتير جدا
طول الوقت بتزوم
وبترفص في كل شي
وبتخبط راسها بالحديد جامد
وهم بيضربوها عشان تسكت
وهي بتزوم زيادة
لحد ما عيت جامد
بقيت مريضة
ومعندهاش قدرة على انها تزوم
ولا ترمح بخيالها
ولا تعمل اي شي
راحت نامت في الزاوية بتاعة القفص
واتكعورت على روحها
وبطلت تعمل اي شي

احتاسوا هم فيها
بالتهديد
وبعدين بالمحايلة
وبعدين باللعن
وباستخدام العنف
وبالدلع
مافي شي جاب نتيجة
قاموا استسلموا للامر الواقع
وفتحوا باب القفص
وسابوه مفتوح ومشيوا
وهي قاعدة في محلها لسه
خيالها بيرمح
بس لسه مش قادرة تخليه جسمها يرمح وياه




 ‫وتوتة توتة...ما فرغتش الحدوتة 


Tuesday, October 9, 2012

أنا والبحر ورائحتك





أتخذ مكاني المعتاد في كرسي منعزل على شاطئ البحر، أخلع حذائي وأغرس قدمي في الرمال، وأنظر إلى البحر فأرى مشهد شديد العبثية...أرى مشاعري مبعثرة على بساط طائر فوق صفحة البحر. أرى المشاعر مجسمة، وأرى نفسي أقفز بين هذا وذاك، وأقول لنفسي "أشعر بهذا، لا لا، بل بهذا... كلا كلا، أشعر بذاك".


يتفجر بداخلي كل شيء، لا أدري من أكون...لا أعرفني...فقط أعرف أني لا أعرفني. 
لا أغفر لنفسي...أدخن سجائري بشره وأحاول عبثا الاستماع للبحر وترك نفسي لتستحوذ عليّ رائحته، لعلها تطمس ذاكرة رائحتك من أنفي، رائحتك التي لم أشمها بعد...أيأس من وجودك!



واتساءل في عبث "ومالي ابه إن وجدت أو لم توجد!" إنه أنا دائمة الرحيل...سحقا لجميع المواني، ولراحة السكون، أمل من دون عواصف...يقتلني الركود...وتقتلني كلمات الحب التي طالما ألححت عليك لتكررها علي أذني. يأخذني أنين طويل...ءأنت أنت؟ إن كنت أنت فلتستمتع بدماري، فأنت أولى به من سواك..
وإن لم تكن أنت فلعلك لا تأبه لشيء...
ولا يعنيني ألا تتألم لرحيلي...فلست عاشقة لتحطيم القلوب...هو فقط الدمار الذي أبحث عنه...الدمار الذي استحق.

حياة مليئة صاخبة، حياة يملؤها كل شيء ولا يملؤني أنا أي شيء...تلك حياتي...

أشاهدهم سعداء مرحين، وأتساءل لما لست مثلهم! وما المتعة في الدمار!
أمقت سعادتهم، وأتمنى دوامها.


أكرهني وأتمنى قتلي ثم تأخذني بي رأفة فأقهقه عابثة وترن بأذني "لا لا، لا شيء يستدعي انتباهك، ذاك طوق الياسمين".

يأخذني حنيني إليك مرة أخرى، وأتمنى ألا ألقاك أبدا...
أتألم في صمت له دويّ.
يسخر من ألمي صاحب القهوة ويسمعنا جميعا، بل يسمعني أنا، حكايتي مع الزمان، أضحك باكية على شغفك بقصة وردة مع بليغ وأتمنى وأتمنى...




أصفع أملي سريعا مذكرة إياي "كل الوعود كذب"، واستسلم لرائحة البحر.